أكد قائد جبهة المقاومة الوطنية في أفغانستان "أحمد مسعود" أنه لا يعترف بحكم طالبان لأن الحركة لم تفعل شيئا من أجل تحسين الأوضاع المعيشية ولم تكتسب شرعيتها من الشعب لترسيخ الاستقرار في البلاد.
وفي مقابلة خاصة مع قناة "العربية" ذكّر مسعود أنه لم يشارك في الحكومات السابقة ولم يشارك في حروب ضد طالبان قبل عودتها إلى السلطة مجددا، وكان يأمل في أن تشكل طالبان حكومة جامعة تضم مختلف الأطياف من أجل قيام أفغانستان جديدة، ولكن ذلك لم يتحقق.
وانتقد أحمد مسعود استئثار طالبان بالسلطة وإقامتها نظاما، وصفه بالقمعي، ورفضها مشاركة أي طرف آخر معها.
طالبان رفضت أيضا إشراك وسطاء مسلمين من خارج البلاد للنظر في الخلافات القائمة بين الأفغانيين والمساعدة على حلّها.
وعن أنشطة المقاومة قال قائد جبهة المقاومة الوطنية في أفغانستان: نحن في موقع الدفاع عن أنفسنا، ونعمل من الداخل والخارج، وطالبان استغربت كيف استمرت المقاومة في العمل في الجبال رغم مرور شتاء قارس، لا بل ازدادت قوة وهي تنتشر في عدد من المحافظات وتعمل من أجل تحقيق هدفين: تشكيل حكومة إسلامية والعيش بسلام.
وعن الجهات الداعمة للقوات الأفغانية أكد أحمد مسعود أنها داخلية فقط من أبناء الشعب المؤمنين بحقوق الانسان ولاسيما منها حقوق المرأة.
وأشار إلى أن التلميذات ليس لهن الحق في الذهاب الى المدارس وأبناء الاثنيات المختلفة لا يعشن بسلام وحرية، مع تزايد أعمال القمع.
ونوّه أحمد مسعود بالصورة التي تقدمها السعودية والإمارات عن الإسلام المعتدل والمتسامح والمتجدد في مواجهة جماعات متشددة تقدم صورة سيئة عن الإسلام من خلال قطع الرؤوس وحرمان الإناث من حق التعليم... وأشار مسعود الى فشل النظام التعليمي في أفغانستان بعد هجرة عدد كبير من المعلمين والمسؤولين عن المؤسسات التربوية.
عدم الاستقرار في البلاد ينسحب على طالبان نفسها حيث أن الخلافات انتقلت الى داخل صفوفها، إضافة الى وجود خلافات بين الحركة ومجموعات أخرى.
الفوضى في أفغانستان حوّلت البلاد إلى ملاذ للإرهابيين.
قائد جبهة المقاومة الوطنية في أفغانستان أحمد مسعود قال: بعد مرور عام على عودة طالبان الى السلطة أيقنت الحركة أن الدولة تحتاج إلى أكثر من القتال لتحريرها وقيادتها.
فمن السهل أن تسيطر على دولة ولكن من الصعب أن تحكمها، لأن النظام يستمد شرعيته من الشعب وليس من فوهات البنادق.
أحمد مسعود أشار إلى انتهاكات حقوق الانسان في أفغانستان ولا سيما منها حرية التعبير، وتنفيذ أحكام أعدام من دون تأمين محاكمات عادلة.
وخلص قائد جبهة المقاومة الوطنية في أفغانستان أحمد مسعود إلى أنه لا يريد الحرب إلا أنها الخيار الوحيد المتاح أمامه حاليا لافتاً إلى فساد حكومة طالبان خلال تسعة أشهر من الحكم، قد تجاوز فساد الحكومات السابقة التي تعاقبت على مدى 20 عاما، وإن الفقراء هم أكثر من يدفع تبعات هذا الفساد من خلال ارتفاع الأسعار.