بسم الله الرحمن الرحیم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ
بسلام لأرواح الشهداء الطاهرة الذين استشهدوا في طريق المقاومة ضد الإضطهاد وبتعاطف مع أسر الضحايا، وتقديرًا بشجاعة المقاومين ووقفتهم؛ كل من الجنود الأعزاء في سفوح البلاد والناشطين السياسيين، المدنيين، خاصة النساء و الفتيات داخل وخارج البلاد.
مقدمة
تعد أفغانستان جزءًا مهماً من الحضارة في المنطقة، والتي تفخر بمكانتها في المعرفة، الثقافة والحضارة الإنسانية في أوقات مختلفة من التاريخ. كما كانت الشخصيات العظيمة من أبناء هذه المنطقة في مجالات مختلفة. من كبار الفقهاء والعلماء العقلانيين ومؤسس لأعظم الأفكار الدينية كانوا لديهم جذور في أعماق هذه الأرض.
ولكن في القرون القليلة الماضية خضعت هذه الجغرافيا الحضارية بأكملها لتغييرات ديموغرافيه واسعة النطاق بسبب المنافسة السلبية والتدخلات الأجنبية بتواطؤ مع عواملها الداخلية. لقد حاول شعبنا الكثير لتحقيق العدالة الإجتماعية والإنضمام إلى قافلة التقدم و التطور وإنهاء التخلف والحرمان والتمييز وقدموا تضحيات كثيرة بهذا الصدد إن القمع، الإعدام، سجن النخب، الإنتفاضات القومية والدينية والنضال من أجل العدالة، حروب التحرير وخاصة الجهاد والمقاومة، محاربة الإرهاب وهجرة الملايين من سكان أرضنا، دليل لا يمكن إنكاره على صحة ادعائنا وتضحياتنا.
بعد المقاومة الأولى للشعب الأفغاني ضد طالبان وإزاحتها وخلال العشرين عامًا من الجهود المشترك والإستثمار من قبل المجتمع الدولي والشعب الأفغاني من أجل إقامة حكومة وطنية؛ مرة أخرى، أصبحت البلاد تحت حكم طالبان.
قدم عقدين الماضيين فرصًا ثمينة للبلاد للخروج من العزلة الدولية والمشاركة السياسية وتطوير البنية التحتية وممارسة الديمقراطية. على الرغم من عدم كفاءة النظام السياسي وانعدام الأمن الذي تسببه أفعال طالبان والجماعات الإرهابية الأخرى؛ كان الناس قادرين على إجراء تغييرات إيجابية ورائعة على مستويات مختلفة من خلال تعليم الملايين من الفتيان والفتيات إلى توسيع المؤسسات التعليمية و تعد الأنشطة المدنية وحرية التعبير من بين الإنجازات المهمة في هذه الفترة.
الفرص القيمة التي تم الحصول عليها على حساب جهود الشعب الأفغاني والتضحيات الدائمة لأبناء هذه الأرض الشجعان وبسبب عدم وجود منظور وطني كلي على مستوى قيادة النظام، انتشار الفساد الإداري، واستمرار الحرب بالوكالة التي فرضتها طالبان وشركاؤها الإرهابيون، وفرض سياسات ضيقة الأفق في الهيكل الحكومة السابقة، في خلال منافسة شرسة بيد الدول الإقليم وخارجه ذات أهداف واستراتيجيات متضاربة؛ وبحكم طالبان بالوكالة عاد أفغانستان مرة أخرى إلى العزلة وأصبحت من جديد بؤرة للإرهاب العالمي.
المقاومة الوطنية
تسببت الأعمال الإجرامية التي ارتكبتها حركة طالبان خلال العقود الثلاثة الماضية بعملياتها إلإرهابية السبب لدخول القوات الإجنبية إلى أفغانستان وكما احتلت طالبان البلاد بالقوة، العنف، القمع، القتل والترهيب دون أي تفويض شرعي وقانوني فهو بذلك ليس لها أي شرعية شعبية، دينية، قانونية، أخلاقية ودولية وبذلك فهم غاصبون و محتالون لبلادنا فهم ليسوا سواء مجموعة من المتمردين بالتعاون مع الجماعات الإرهابيةاحتلوا البلاد وأي محاولة لشرعنة و ممارسة السلطة من جانبهم غير قانوني ولذلك من واجبنا الدفاع عن أرواح الناس، ممتلكاتهم، السيادة الوطنية وسلامة أراضينا.
وعليه فإن المقاومة ضد الجماعات المتمردة والمعتدية بالوكالة والإرهابية بتحرير البلاد من القهر، التعذيب،الإختناق والأسر. ونحن نعتبرها ضرورة دينية، وطنية وتاريخية. تضمنت المقاومة الوطنية النضالات السياسية، عسكرية، اجتماعية وثقافية ضد الإحتلال، القمع، العدوان و تشكلت لغرض الدفاع، الحرية والعدالة وخلق نظام يقوم على إرادة الشعب.
الأساسيات والمنظور
مع إيمان الكامل بالله عزوجل، والإعتقاد بالدين الإسلامي المقدس، والإعتماد على النصوص القرآنية على أساس المبادئ العالمية السلمية، و إمتثالا لميثاق الأمم المتحدة، الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وجميع المعاهدات، العهود والإتفاقيات التي انضمت إليها أفغانستان.
من خلال تعزيز الوحدة الوطنية، حماية الإستقلال، السيادة الوطنية وسلامة أراضي البلاد؛ وإقامة نظام إسلامي لامركزي يقوم على الشرعية ويعتمد على الديمقراطية (الانتخابات) و إرادة الشعب؛ وضمان العدالة الاجتماعية، الحفاظ على الكرامة، حقوق الإنسان، وضمان الحقوق والحريات الأساسية للناس؛ تقوية الأسس السياسية، الإجتماعية، الإقتصادية، الدفاعية للبلاد؛ بتوفير حياة مزدهرة وبيئة صحية وخلق مجتمع خال من التعصبية، الإستبداد، التمييز والعنف لجميع سكان أفغانستان، نعرض بإيجاز الخطوط الأساسية و الميثاق لجبهة المقاومة الوطنية في أفغانستان:
- إن الإيمان بالدين الإسلام بشكل معتدل قد شكل أساس معتقدات شعبنا الدينية طوال التاريخ و التي تنص على ان لا يتعرض فيها أحد للتمييز بسبب معتقداته الدينية، ولا لأتباعه اي الديانات الأخرى الجميع أحرار في أداء شعائرهم الدينية ولكن لا يجوز سن قوانين وأنظمة تتعارض مع أصول الإسلام.
- النضال ضد الجهل، الإستبداد و الإنحراف عن القيم الإسلامية من خلال توحيد الشعب المحب للحرية، العلماء، التيارات السياسية المدنية والثقافية بما في ذلك النساء والشباب.
- الحفاظ على وحدة الأراضي، السيادة الوطنية، إستقلال البلاد و ضمان سيادة القانون.
- التأكيد على أن السيادة في أفغانستان ملك للشعب ويجب أن يدار بشكل مباشر من الشعب أو من خلال ممثليهم تتمثل مبادئ صنع القرار المتمحور حول المواطن في دعم الأحزاب السياسية وتطويرها كركائز للديمقراطية، حرية التعبير، التعددية الثقافية واللغوية.
- إنشاء نظام سياسي لا مركزي وطني وحديث، يقوم من خلال إرادة الشعب الأفغاني، دون انتماءات عرقية، سياسية، جنسية، كهيكل قانوني وحكومة مسؤولة أمام البرلمان المنتخب.
- الإلتزام بالمكافحة المستمرة للفساد.
- يتم الحصول على السلطة او نقلها من خلال انتخابات ديمقراطية وهو الحل و الخيار الشرعي الوحيد ومعارضة للإستيلاء على السلطة وإستمرارها بالقوة، الترهيب و العنف.
- الإلتزام بالتعددية و المشاركة السياسية من خلال تعزيز المؤسسات المدنية والأحزاب السياسية.
- الإلتزام بالمصالح الوطنية وضرورة تعريفها، شرحها وتدوينها.
- الإيمان بالمساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة أمام القانون، ونبذ أي تمييز بين المواطنين.
- التقيد بمبدأ الفصل بين السلطات وإستقلالية التام للقضاء.
- السياسة الخارجية يكون قائمة على اساس السيادة الوطنية، الإستقلال، استعادة كرامة الوطن، تأمين المصالح الوطنية، الحفاظ على وحدة الأراضي، عدم التدخل، حسن الجوار، الإحترام المتبادل، المساواة في الحقوق والتواجد بشكل فاعل في الساحة العالمية.
- الإلتزام بمبدأ الحياد الإيجابي واستقرار موقف أفغانستان وتحويله إلى مجال صداقة وتعاون مع الجميع وضمان توازن المصالح المشروعة وعلاقات متوازنة لأفغانستان مع جيرانها والمنطقة والعالم.
- الترحيب بالدعم المادي والمعنوي الوطني و العالمي من اجل تحقيق أهداف المقاومة.
- الحفاظ على معاقل المقاومة وترسيخها وتوسيعها في عموم البلاد.
- لتحقيق السلام، نؤمن بالمقاومة والتفاوض في آن واحد.
- الإلتزام بتشكيل قوات الدفاع والأمن وإعادة دمجها.
- الإلتزام بمكافحة التطرف، الإرهاب والمخدرات.
- الإلتزام بالقواعد الإسلامية وقوانين الحرب والقواعد الإنسانية في العمليات العسكرية.
- التعامل مع الأزمة الإنسانية والإقتصادية في البلاد ومكافحة الفقر، الجوع، البطالة، إيواء المشردين و التعامل بشكل الفوري مع الكوارث الطبيعية؛ من خلال التفاعل والتنسيق مع جميع الجهات الوطنية والدولية ذات الصلة، بما في ذلك القطاع الخاص.
- التأكيد على التوزيع النسبي والمتوازن للموارد، المساعدات والفرص الإقتصادية لجميع المواطنين ومنع أي إساءة استخدام للمساعدات العالمية.
- التنسيق مع الكوادر للتعامل مع المشكلات القائمة.
- وضع الخطط الاقتصادية والتنموية المستدامة لمستقبل البلاد.
- دعم العمل التحضيري لإعادة فتح مدارس الفتيات بالتنسيق مع المؤسسات الوطنية والدولية.
- العمل على توفير مناهج تعليمية حديثة ومقبولة وخاصة في المناطق المحررة.
- النضال المستمر لمنع نزع الثقافة، غسيل الأدمغة، تعزيز التطرف وتدريب الإرهابيين.
- الإلتزام بكافة الحقوق المدنية وحماية الحريات السياسية والمدنية.
- إنتزاع القيود المتطرفة على الحقوق الأساسية للمواطنين.
- تعزيز مبدأ التعددية الثقافية واللغوية ودعم وتطوير جميع اللغات والثقافات في الدولة.
- الإيمان والإلتزام بمشاركة المرأة في كافة المجالات السياسية، الإقتصادية، الثقافية و الإجتماعية دون أي تمييز.
- الإلتزام بحرية التعبير ودعم حرية الإعلام، الصحفيين ونشطاء المجتمع المدني.
- تعزيز وتنمية انشطة الكُتاب، الشعراء، الفنانين وأهل الثقافة.
- تعزيز التقارب الثقافي والإجتماعي بين المجموعات الإثنية من أجل التعاطف والتضامن الوطنيين.
- مأسسة ثقافة الصداقة ونبذ الفساد.
إن مطلب جبهة المقاومة الوطنية في أفغانستان هو توحيد جميع القوى المناهضة لطالبان، بغض النظر عن الإختلافات السياسية، الإجتماعية، الثقافية، العرقية والأيديولوجية والتي من خلال المشاركة الفعالة في مكافحة القهر، التعصب، الجهل، التطرف والإرهاب و تتعهد جبهة المقاومة بتحمل مسؤوليتها التاريخية في تحرير البلاد من الأزمة الحالية حتى الوصول إلى سلام دائم.
و لاشك أن إرادة الشعب سوق تنتصر بتوفيق الله تعالى.
ومن الله التوفيق
محرم ١٤٤٤