قالت هبة الله أخوند زاده، زعيم تنظيم طالبان الإرهابية، في اجتماع مع مسؤولي الجماعة في ولاية قندهار، إنه يتعين عليهم اتباع أقواله مثل اتباعهم للقرآن الكريم و الأحكام الشريعة للإسلام.
نُشر خطاب توصية زعيم طالبان في 24 مادة، بالإضافة إلى عدد من النصائح الأخلاقية من أفكار قبلية وسوء فهمه للدين، بشأن الطاعة غير المشروطة للمسؤولين والشعب لأوامره، مثل الفتاوى الدينية.
في هذه التوصيات الصادرة من زعيم طالبان، تكون هبة الله أخوند زاده، منصبه أعلى من منصب النبي "محمد" صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام وأئمة الأمة الإسلامية كافة وايضا دعا الناس خلال اجتماع إلى اتباعه اقواله و اوامره دون قيد أو شرط.
يظن زعيم التنظيم ان لديه المعرفة الكاملة لتعاليم الإسلام وان له الحق في امر ومنع الناس بما يراه هو شخصيا مناسبا.
بينما قال نبي الإسلام "محمد" صلى الله عليه وسلم إن إدارة شؤونكم الدنيوي يتعلق بكم وما ارسلت الى لنصيحتكم و ارشادكم من خلال التعاليم الإسلامية - وفي روايه عن نبي الإسلام "محمد" صلى الله عليه وسلم بعد حكمه في تقليم التمر، قال للناس: (أنتم أعلم بأمور دنياكم).
وهنا لم يقل نبي الإسلام "محمد" صلى الله عليه وسلم أنه ينبغي عليكم اتباع أوامري مثل حكم الله او القرآن الكريم.
لكن لا بد من القول إن مجال طاعة الناس في إطار الأحكام الدينية واضح تمامًا.
ليس الأمر أن كل شخص، من أي مكان، يطبق على الناس ما يشاء كحكم ديني.
السياسة تعني إدارة الحياة، ومفهوم ومعرفة هذا العالم، وإدارة حياة الناس تتطلب المعرفة السياسية الضرورية، وليس المشورة الأخلاقية.
من أجل تحسين شؤون الناس والحكم، لا بد من المعرفة والخبرة والمهارات اللازمة في مجالات الإقتصادية و السياسية و حتى الإجتماعية، والتي يمكن للمجتمع في ضوءها أن يحقق الإستقرار والتنمية.
في الشؤون السياسية، و كإحدى الشؤون الدنيوية، يجب أن يتصرف الناس على أساس معرفتهم ووعيهم، وليس بناءً على أوامر رجلا جاهل !!!
من الواضح جداً أن السيد هبة الله أخوندزاده، ليس على دراية بأبجدية السياسة، ولا يعرف شيئاً عن القضايا الاقتصادية وغير مدرك لشريعة الإسلامية حتى فكيف يمكن لأمة أن تعتبر كلام هذا الشخص قواعد شرعية وأن تتصرف بناءً عليها؟
مكن للناس أن ينتقدوا الحكام وأخطائهم وانحرافاتهم. لكن هبة الله أخوند زاده قال لانصاره في هذه التوصية ايضا: "لا تخبروا الناس بأخطاء المسؤولين!" ما يقصده هو أنه إذا تم ارتكاب أي خطأ من قبل مسؤولي طالبان، يجب على الناس أن يصمتوا ويعتبروا كل سلوكهم غير الأخلاقي مقدسًا. " يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: قال الله تعالى: فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا. ولوى لسانه: أخبر بالكذب، وأعرض: سكت وكتم الحق، والساكت عن الحق شيطان أخرس.
يقال ايضا أنه عندما جاء عمر (رضي الله عنه) إلى الخلافة، أخبر الناس أثناء الخطبة أنه إذا أخطأ عمر في فترة خلافته، فمن يوقفه؟ فقام عربيا من بين الناس ورفع سيفه قائلا: بهذا السيف سوف اقوم بإصلاح اخطاء عمر.
قال سيدنا عمر (رضي الله عنه): الحمد لله أن في أهلي إنسان يقوِّم بإرشاد عمر بالسيف ويمنعه من ارتكاب الأخطاء.
يقال ان النظام الاسلامي يفتح الباب لانتقاد الحكومة للشعب من اجل زيادة مستوى دعم ورضا الشعب للحكومة.
لكن منذ احتلال أفغانستان، لم تكتف طالبان بإغلاق الباب أمام المنتقدين لحكمها واستبدادها؛ بل إعتقال المنتقدين وعذبهم وسجنهم وحتى قاموا بإطلاق النار عليهم.
لقد سلبت الجماعة كل حريات الناس، وأغلقت أفواه المنتقدين وهددت الناس كل يوم بعدم انتقاد طريقة تعامل هذه الجماعة الإرهابية مع الناس وعدم قول أي شيء عن اضطهادهم.
على عكس كل القيم والأعراف الإسلامية، قامت هذه الجماعة باعتقال منتقدي النظام، تعذيب معارضيه، تقييد حريات الناس وحرمان المرأة من حقوقها ولا يمكن لأحد أن ينتقد أفعال طالبان خوفًا من استبداد الجماعة.
إن دعوة الناس لاتباع كلام شخص عادي كحكم ديني ليس سوى مطالبة بالنبوة او أعلى من النبوة؛ بهذه التوصيات، تريد قيادة طالبان الإرهابية أن تكون في موقع أعلى من النبي وأئمة الدين.
قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله، مؤسس المذهب الحنفي، باعتباره من المذاهب العقلانية السمحة:، إذا لم يثبت أقوالي عن طريق الحديث، السنة و القرآن الكريم فعلقه على حائط ومعنى قوله أنه إذا ثبتت أقواله مخالفة للكتاب والسنة فلا تتبعهما.
لكن زعيم جماعة طالبان يقل إن يجيب على انصاره ان "يتبعون كلماته دون قيد أو شرط" و يعتبربونه كأحكام الإسلام.
طالبان التي استولت على السلطة السياسية في أفغانستان من خلال استخدام الإسلام كأداة، لا تتفق أي من برامجها السياسية وسلوكها وحكمها وفق تعاليم الإسلام، وكل يوم يشهد العالم على ذلك.